شفاء القلوب !!

قال صديقى الطبيب ..
قال ونبرات صوته توحى بحزن طويل
وضجر بالحياة
لم يعد بقلبى دقات مفرحة ..
كل دقاته ونبضات حجراته الأربعة
تعزف لحنا جنائزيا حزينا !!
حشرجة أوتار مقطعة
مهرأة

كم أزعجنى رسم وجهه وصوت نبراته ومقاله ..
ولكنى أخفيت
غريبة ..
لا أرى أى ملامح لهذا الإحساس أبدا على وجهك!!
إبتسم وقال ..
أشكرك فأنت تخفف عنى..

تابعت ..
أبدا يا صاحبى ..
تظلم قلبك .. بدعواك هذه ..
فما تزال فيه مساحات هائلة بيضاء مستعدة لإستقبال ضيوف جدد.
إفتح لهم ولا تمنع ضيافتهم !!

هناك جوقة ماهرة كتبت لقلبك لحنا جديدا
وترجو أن تسمح لها بعزفه داخل حجرات هذا القلب المسكين الذى تود دفنه حيا !!

مازال الأوفياء كثيرون ..
والشرفاء كثيرون
والمحبون الصادقون كثيرون ..
إبنى وإبنتى الأحباء بهذا المنتدى الغالى الذى أكتب لكم فيه لأول مرة ..
هالنى كم الأسى الذى يصيب الكثيرين لسقطات الحياة
أو للخيانات التى يلاقونها وتجاربهم قليلة .
فيصيبهم اليأس .
كما أصاب هذا الطبيب الصديق .
.........
حكيت لصاحبى
وفتشت فى حياتى الطويلة التى فات منها الكثير
وسار قطارها بمسارات طويلة
مستقيمة أحيانا .. ومتعرجة كثيرا ...

حكيت له فصولا مما لاقانى
ولاقى جيلى فى زمان مضى ..
سرنا فيه برجولة وقيم لا تهتز ولا تخيب ..

لم أندم قط فى واحد من تلك المسارات لفشل نابنى .
أو لغدر أصابنى من حبيب ..!!
فكنت آخذ من تجربة هذا وذاك نصيبا من الوقاية ..والحماية
ومصلا مضادا ..
يكفى للسقطات القادمة
فلا تكسرنى ..

لم أندم على خير قدمته ..بل ندمت على ما كان بإستطاعتى ولم أعطه!!
وكل سهم أصابنى
كتب تاريخا جديدا لصفح ومسامحة قدرت عليها ..!!

توقف قطار حياتى .. بمحطات موحشة ..
مخيفة
ليس بها صاحب ولا ونيس ..
ولكن
كان معى
يسوع ..
والترنيمة لم تفارقنى ..

معى فى الطريق ..
يا أعز صديق ..
بتسندنى
وتشجعنى

وتقول لى
ها أنا معك ..
بإيدى ماسكك وبأرفعك
وأنا راعى ليك
دايما بأراعيك
وعينى عليك ..
كل الأيام يا إبنى ..
...............
يا غالى ..
كنت أرى فى سقوط عصفور ببندقية صياد
حافزا للعشرات من العصافير أن يطيروا بعيدا عن دائرة الموت ..
وينجو من الموت ..

قلت لصاحبى ..
لا تندم ثانية على غرس شجرة المحبة التى غرستها .. وتعهدتها و ظللت بها غيرك ..
ثم كسرها وبعثر ثمرها ,,
إنتظر ..
ستورق من جديد ..
فالبذور التى بعثرت ونثرت بالأرض ..
وديست بالأقدام
ستعود وتنبت ..

الجذور ما تزال بالأرض التى تحتضن الحياة لها ..
ستكون بعد وقت قائمة وليست وحدها ..
خميلة رائعة
تظل العشرات وليست لواحد كما كانت من قبل ..

تذكر يا غالى الوعد الصادق ..
من له يعطى ويزاد ..
ومن ليس له
فالذى عنده يؤخذ منه !!!

فهى المحبة التى لا تسقط أبدا ..
كيف تغادر أثمارها فلبك ..؟؟
وبماذا يقتات إذا ..!!

إعتن بها من جديد يا صاحبى ..
فلن تأكل منها ثانية إلا إن إعتنيت بها مجددا ..
وضمدت جراحها ..

إبنى وإبنتى ..
أكملت مقالى ..
ونظرت بوجه صاحبى ..
دموعا غالية
أزعم أنها عرفت طريقها للقلب الشاكى
تغسله وتنقيه وتسامح

أبنائى بالمنتدى الغالى .
إفرحوا ..
إفرحوا
إفرحو بالرب .. كل حين

لا شفاء للقلوب إلا بالفرح ..
والفرح هو يسوع .!!

هل وصل المعنى للغاليين !!
دع الأحزان والأوجاع ..فلا قبل لك بتحملها ..

وهمك لن يبارح كتفك
إلا إن ألقيت حمله على كتفى يسوع ..

ليه يا غالى بتصارع مالا تقوى عليه وحدك !!
ليه ظلمت قلبك وحجزت عنه الفرح !!
إوعى تكون ظالم !!
وتعيش بقلب ظلمته من الحب ومنعت عنه الفرح ..
و
كلمة الرب تنادى كل حزين ومهموم وثقيل الأحمال
يقول يسوع
وأنا أريحكم ..
دمتم بكل خير
وإلى لقاء إنشاء الرب

بابا سمير